أهديك سلاما أزكى من العطر و أنضر من الزهر يا فم الحصن . اليوم و أنا أكتب أتذكر تلك اللحظات التي أقضيها فيك التي أخلوا فيها إلى نفسي لأكتب عنك يا منطقة فم الحصن .

إني أحس بسعادة عظيمة تغمرني إذا رأيتك زهرة في الحقول ، و براحة كبيرة تشملين ، وبحاجة شديدة إلى رؤيتك ! و لم لا أحس بذلك وأنا أكتب على أقرب الأماكن إلي وأحبهم إلى قلبي .

إن ذكري لك لن ينساك، ولن أنقطع عن التفكير فيك ولو للحظة واحدة ، ولو كان الأمر بيدي ما سمحت لنفسي بفراقك !

  ولكن حرصي على سعادتك يا فم الحصن . تلك السعادة التي أتمناها من الصميم هي التي تدفعني إلى أن أغادرك بعيدا وأبتعد كل البعد .

وها أنا أكتب عنك يا فم الحصن ، لأنني أجد في الكتابة ما يخفـف لوعة الفراق و حرقة الأشواق ، وأرجو أن تنوب عني هذه الكلمات في لقائك فتهدي إليك تحيتي ، وتبلغك شوق مودتي .

   إني أكتب عليك يا فم الحصن  وبي من الشوق ما لا يمكن وصفه ، ومن الحنين ما أعجز عن شرحه ، ولست أدري كيف استطعت الصبر على فراقك هذه المدة التي يتخيل لي أنها  أصبحت – لطولها – دهرا !

أكتب عليك يا فم الحصن ، لأنك تذكرينني بأعز صديقة وخير رفيقة ، وتوقظ في نفسي غبطة كلما اقتربت أجمل الذكريات ، و تعرض على مخيلتي صور بهيجة من ذلك الماضي القريب .

فتبا لهذه الحياة بدونك يا فم الحصن ، و مرحبا بالحياة معك يا فم الحصن .

   أكتب عنك يا فم الحصن و الدموع لا تزال تنهمر من عيني، و القلم يهتز بين أصابعي لفراقك يا فم الحصن.

   فصدقوني ... لم أقل هذا الكلام عن فم الحصن فقط  لأنها هي من تعلمت على يدها كتابة هاتة المختارات الأدبية.

                                                                                نعيمة أ برباش   

Retour à l'accueil